MohammadZaidan فريق هندسة الحواسب
الجنس : عدد المساهمات : 829
| | أدباء منتحرون | |
في ضوء التحليل النفسي
يرى نيتشه ان الموت نوعان، طبيعي، وهو هذه الظاهرة الطبيعية التي لا مفر، ولا حيلة للمرء في دفعها، ثم موت (ارادي) وهو الانتحار، الموت الطبيعي، هو موت لا دخل لارادة المرء فيه وهو موت الجبناء، ويجب على الانسان في رأيه، حبا في الحياة، ان يريد الموت على نحو آخر، ان يريده حرا، يكون يوم عيد، بل اجمل الاعياد، الذي يقبل عليه الانسان طائعا مختارا ويجذبه بنفسه، ومن يمت موتا اراديا، يمت ظافرا، ومن حوله اناس قد شاعت في نفوسهم الاماني، وامتلأت قلوبهم بالتمنيات والآمال، اما الموت الطبيعي فهو الموت العبوس الذي يسترق الخطى كاللص ومع ذلك يأتي سيدا، لا مفر من الخضوع لمشيئته ولا حيلة في دفع سلطانه، هذا ما استهل به الباحث مكرم شاكر اسكندر دراسته (ادباء منتحرون)، ويعلق على هذه الافكار بالقول:انهم لبوا في اخلاص، ما دعا اليه نيتشه، وهم في الحقيقة فعلوا ذلك قبله بأزمنة سحيقة، وهم يدمرون ذواتهم في قسوة وعنف بالغين، في الوقت الذي قد يحزن فيه بعض الافراد اذا اصاب خدش احد اطراف اصابعهم، وهنا جاءت رسالته التي تقدم بها الى جامعة القاهرة بحثا معمقا عن السلوك الانتحاري المثير للدهشة، والاسى والحزن، بوصفه سلوكا مضادا للحياة، مدمرا للحياة ذاتها، فيه يدمر الفرد ذاته بيديه بدلا من ان يوفر لها اسباب الحياة، يودع العالم بما فيه، ومن فيه اسفا او غير اسف، وحيال ذلك تزداد الاسئلة تكرارا، لماذا يفعل المنتحر ذلك، ولماذا يقدم على ما لا يقدم عليه غيره؟ وما هي الاسباب والعوامل المؤدية الى ذلك الى غيرها من الاسئلة التي تصوغ كما هائلا من البحوث بشأن هذه المشكلة، او الظاهرة. اقترن التصعيد والاضطراب النفسي في روايات فيرجينيا وولف الى دفعها للانتحار غرقاً، وتحقق عند همنغوي بإطلاق الرصاص على نفسه.
عدل سابقا من قبل M-Zedan في 1/3/2011, 14:00 عدل 1 مرات | |
|
1/3/2011, 13:26 من طرف MohammadZaidan