هندسة الحواسب
أهلن وسهلا بك أخي الزائر
منتديات هندسة الحواسب ترحب بك أجمل ترحيب
انضم إلى فريقنا و دع لإبداعات مكان بيننا
إدارة منتديات هندسة الحواسب
هندسة الحواسب
أهلن وسهلا بك أخي الزائر
منتديات هندسة الحواسب ترحب بك أجمل ترحيب
انضم إلى فريقنا و دع لإبداعات مكان بيننا
إدارة منتديات هندسة الحواسب
هندسة الحواسب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هندسة الحواسب

منتديات هندسة الحواسب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كلمات رائعة
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime14/6/2012, 09:52 من طرف majida

» يا رجائي مشاري العرادة
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime13/27/2012, 19:47 من طرف MohammadZaidan

» نشيد صديقي مشاري العرادة
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime13/27/2012, 19:43 من طرف MohammadZaidan

» رسول الله صلى الله عليه وسلم
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime110/28/2011, 13:08 من طرف Root

» ابتسم تبتسم لك الحياة
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime110/28/2011, 13:03 من طرف Root

» لمين بدك تهدي وردة اليوم
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime110/27/2011, 07:32 من طرف نادر

» كيف يمكنني ان (( اُبرمج ))
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime110/27/2011, 07:29 من طرف نادر

» أدباء منتحرون
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime18/6/2011, 10:43 من طرف MohammadZaidan

»  Oxford Basic English Usage - Michael Swam
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/24/2011, 11:31 من طرف Root

» PHP الدرس الثاني .......كتابة ملفات PHP
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/22/2011, 22:18 من طرف Root

» أخلاق محمد رسول الله
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/20/2011, 10:40 من طرف Root

» قصة جميلة
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/11/2011, 19:08 من طرف MohammadZaidan

» فوائد الاستغفار
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/11/2011, 19:07 من طرف MohammadZaidan

» ما هو الصوت الذي تسمعه الأرض خلال الــ24ساعة
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/8/2011, 11:49 من طرف Mahmod-Haidar

» سر الخد الأيمــــــــــــن
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/7/2011, 14:32 من طرف MohammadZaidan

» مؤلفات العلامة عبدالرحمن حسن حبنكة الميدانى رحمه الله
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/6/2011, 14:45 من طرف MohammadZaidan

» الكمبيوترات الجديدة رام بسرعة 400 ميغا بالثانية
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/6/2011, 11:13 من طرف MohammadZaidan

» Computer Dictionary from Microsoft
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/5/2011, 14:28 من طرف MohammadZaidan

» Oxford Basic English Usage - Michael Swam
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/5/2011, 13:51 من طرف MohammadZaidan

» اللصوصية (Phishing)
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/4/2011, 10:08 من طرف MohammadZaidan

» فيروسات الكمبيوتر
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/4/2011, 10:04 من طرف MohammadZaidan

»  مواطن الضعف في شبكة الإنترنت
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/4/2011, 09:59 من طرف MohammadZaidan

» الحاسوب الشخصي ومتطلبات امن المعلومات
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/4/2011, 09:55 من طرف MohammadZaidan

» ناس ماتوا..ولم تمت ذنوبهم
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/4/2011, 07:06 من طرف majida

» ما هو امن المعلومات؟ بوجه اخر
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime17/3/2011, 10:49 من طرف Mahmod-Haidar


 

 عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MohammadZaidan
فريق هندسة الحواسب
فريق هندسة الحواسب
MohammadZaidan


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 829

عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي   عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي Icon_minitime110/19/2010, 22:01

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة المؤمنون وصلنا في موضوع العقيدة إلى الإجابة عن ثلاثة أسئلة : الأول لماذا خلقنا الله سبحانه وتعالى ؟ ولماذا جاء بنا إلى الدنيا وماذا بعد الدنيا ؟ ، لماذا خلقنا هنا وماذا يجب أن نعمل هنا وماذا بعد هنا ؟ وقد أجبت عن هذه الأسئلة بالقدر الذي سمح الله به في الدرس الماضي .
واليوم ننتقل إلى بعض المصطلحات التي يكثر ورودها في القرآن الكريم لأن معرفة حدود المصطلحات جزء من العقيدة فما تعريف الإسلام ؟ وما الإيمان ؟ وما التقوى ؟ وما الإحسان ؟ والفقه ؟ والفجور ؟ والنفاق ؟ والكفر ؟ والعمى " عمى القلب " ؟ والإساءة ؟ والذنب ؟ والخطيئة ؟ والمعصية ؟ والسيئة ؟ وماغفران الذنب ؟ وما تكفير السيئة ؟ وما تصحيح الخطيئة ؟ هذه المصطلحات لابد من أن يعرفها المسلم بشكل واضح .
فأولاً الإسلام : هناك انتماء إلى الإسلام صوري وهناك انتماء حقيقي ، كل المسلمين في شتى بقاع الأرض يقولون عن أنفسهم إنهم مسلمون وهذا انتماء صوري كمن يرتدي ثوباً أبيض ويضع على عينه نظارة ويضع على أذنيه سمّاعة وهو لا يقرأ ولا يكتب ، فهل هذا طبيب أم هذا انتماء صوري إلى الطب ، الطبيب رجل أمضى عشرين أو ثلاثين عاماً في دراسة الطب أما أن يرتدي الإنسان ثوباً وأن يضع نظارة وأن يضع على أذنيه سمّاعة فليس هذا هو الطب ، هذا انتماء صوري والانتماء الحقيقي شيء آخر ، فكل يدعي وصلاً بليلى وليلى لاتقر لهم بذاكا ، فبين أن تدعي أنك مسلم شيء وبين أن تكون مسلماً حقيقة شيء آخر .
أيها الإخوة الأكارم : بشكل مختصر المسلم بحسب ماورد في القرآن ينقاد إلى أوامر الله بالتمام والكمال جملةً وتفصيلاً ،و معنى أنه مسلم أي استسلم لهذا الأمر وانقاد له فهذا المسلم كيف يستسلم ؟ إذ لابد من أن يسبق الاستسلام قناعة فكرية وقد " تحدثنا عنها في الأسابيع الماضية " إذاً الفكرة انتقلت من الأذن إلى الدماغ فأخذت مكانها في البحث العلمي وصنفت مع اليقينيات أو مع غلبة الظن ثم انقلبت إلى إرادة والإرادة إلى السلوك هذا هو الإسلام ،و الإسلام انقياد تام لأوامر الله ، وهذا الانقياد التام لابد من أن تسبقه قناعة مثلاً لمّا يبلغ الطبيب المريض بأن سكنى الطابق الرابع يضر صحته وبما أن كلام الطبيب مقنع ، وبما أن المريض يخشى على نفسه تفاقم المرض مع أنه بيت جميل أمضى في كسوته سنوات طويلة ، وصرف في تزيينه جهداً كبيراً ومالاً وفيراً تراه في اليوم التالي يعرضه للبيع ليشتري طابقاً أرضياً يتوافق مع صحته إذن إذا حصلت القناعة انقلبت إلى سلوك ، وما لم يكن الإنسان منقاداً لأوامر الله فأغلب الظن أنه لن يقنع بها فهذا الذي يأكل المال الحرام لم يقنع أن الله عز وجل لابد من أن يقاسمه ، و أن يفجعه بماله ، و أن يذهب المال وصاحبه ، ولو قنعت لأحجمت ولكنك لم تقنع ، ولم تصل هذه الفكرة إلى مركز اليقين .
لم تصل هذه الفكرة إلى غلبة الظن ولا إلى قطعية الثبوت ، ولا إلى قطعية الدلالة إذن الإسلام انقياد كامل شامل دقيق لأوامر الدين جملةً وتفصيلاً ظاهراً وباطناً ، في الرخاء و الشدة ، وفي الصحة والمرض وفي القوة والضعف ،و قبل الزواج وبعده ، وقبل الاستقرار وبعده و قبل أن يكون في هذا العمل وبعد أن يكون . هذا هو الإسلام ، إنه انقياد لأوامر الدين ، إذ يسبق الإسلام قناعة فكرية صحيحة ،و عقيدة صحيحة ، وماذا بعد الإسلام ؟

(سورة الحجرات)
فبعد الإسلام الإيمان ، والإسلام سلوك أما الإيمان فوجهة إلى الله عزّ وجل ، ومن استسلم لأوامر الله وانقاد إلى تشريعه لابد من أن يحصل له اتصال بالله عز وجل وهذا الاتصال هو الإيمان ، يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً ، يعني أمسى متصلاً وقع في شهوة فانقطع عن الله عز وجل فصار كافراً ، الإسلام انقياد وأما الإيمان فوجهة ،و يقابل الإسلام الفسق ، أيّ خروج عن أوامر الشرع ، أو انحراف عما أمر الله ، وانتهاك لِما نهى الله عنه ، و تجاوز فهو فسق ، " وبالمناسبة فإنني أردد هذه الفكرة كثيراً " بين أن تظن أن أوامر الله ضمانات لسلامتك وبين أن تظنها حداً لحريتك ، وشتان بين النظريتين ، و بين الفكرتين ، وما أبعد الثرى عن الثريا فإن رأيت على عمود الكهرباء لوحة كتب عليها خطر الموت فهذه اللوحة تعني ضمان سلامتك وإن رأيت حداً لحريتك فهذا هو الضلال المبين ، إنها ضمان لسلامتك وكذلك فأوامر الشرع ضمان لسلامتك.
أيها الإخوة إن الوقت لا يتسع لضرب الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى ، وهناك إنسان قال لي إن زوجتي تخونني منذ سنتين وأنا لاأدري تقصيت الأسباب فإذا هو السبب له جار زاره مرة فارتأى هذا الجاهل أن يجلس هو وجاره وزوجته معاً ، الفصل شتاء والغرفة دافئة ، فتعالي يا أم فلان اجلسي معنا " فهذه مثل أخيك " فهذا الجاهل دفع الثمن و له أولاد منها وقد خانته مع هذا الجار .
و الإسلام ليس فيه حل وسط يعني المشّرع هو الله عز وجل ، ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن ، أنا متأكد أنه مامن مأساة تقع على وجه الأرض في أي مكان في بلاد العالم إلا وراء المأساة معصية ، وما من معصية إلا وراءها جهل ، " جهل ، ومعصية ، فمأساة " يقول لك رجل المباحث الجنائية : " في أية جريمة ابحث عن المرأة " ولابد من امرأة وراء هذه الجريمة ، ولابد من علاقة خارج العلاقة التي سمح الله بها ، فالإسلام انقياد تام لأوامر الشرع أما الفسق فخروج عن هذا الأمر سواء بكسب المال أو بإنفاقه أو بهلاكه ، وهلاك صاحبه معه إنها نتيجة حتمية لهذا الكسب الحرام ، وإن كان مخالفة في العلاقات مع النساء وأية علاقة ليست وفق الشرع لابد من أن تنتهي بكارثة ... بمشكلة مثلاً ، وبضياع الأولاد .
فالإسلام انقياد والفسق خروج عن هذا الأمر ، وهذا الأمر ليس اعتباطياً ولا عشوائياً ولا متعنتاً بل هو أمر ينطلق من العلم والخبر والواقع والحقيقة والحكمة أما أن تكون مع أوامر الدين فأنت في سلام أو أن تصد عنها فتتحمل الثمن الباهظ : " يا رسول الله عظني وأوجز فقال النبي الكريم : قل آمنت بالله ثم استقم فقال أريد أخف من ذلك هذه ثقيلة فقال إذاً فاستعد للبلاء "
والذي خلق المنطق هو الله ، والذي خلق هذا الكون الذي تحكمه قوانين بالغة الدقة هو الله ألاينبغي أن يكون دينه فيه قوانين بالغة الدقة ، كيف وإن القوانين البالغة الدقة تحكم المادة والطاقة " يقال ، كيمياء ، فيزياء ، كيمياء نووية ، فيزياء كيميائية ، فلك " هذا الكون تحكمه قوانين دقيقة وينبغي لهذا الكون من خلق الله وهذا الدين من عند الله والله واحد فالذي جعل لهذا الكون قوانين بالغة الدقة لابد من أن يكون في دينه علاقات بالغة الدقة ، وأتمنى أن تكون هذه الفكرة واضحة عندكم ، العلاقة بين الطاعة وبين نتائجها علاقة علمية ، والعلاقة بين المعصية وبين نتائجها علاقة علمية ، فإذا وضع إنسان إصبعه على مدفأة مشتعلة تحترق الإصبع ، وهل احتراق الإصبع جزاء أم نتيجة ؟ إنه نتيجة ! نتيجة حتمية لمقدمة هي وضع الإصبع على المدفأة ، وليس عقاباً ، نتيجة وأي مشكلة في حياة الإنسان الحقيقية هي ليست عقاباً إنما هي نتيجة حتمية لمقدمة من صنع يديك ، يداك أو كتا وفوك نفخ ، إنسان نفخ قربة بفمه وربطها بيديه وركب عليها في النهر ولا يحسن السباحة في وسط النهر ولم يكن النفخ كافياً أو الربط محكماً فانفلت الهواء وكاد يغرق ، فقال له أحدهم يداك أوكتا وفوك نفخ ، هذا من صنعك :

(سورة النحل)
فموضوع الإسلام موضوع مصيري إما أن تصدقه فتسلم والله يدعو إلى دار السلام وإما أن تخرج عنه فتدفع الثمن ، حيثما يغفل سائق السيارة عن الطريق ماذا يحدث ؟ هل تستطيع أن تلوم الشركة الصانعة للسيارة ، فتقول هل يجوز أن يفعلوا هكذا بالناس ، السائق نائم ماذا أصنع لك حينما يغفل الإنسان عن الطريق يتدهور ، وحينما يغفل الإنسان عن الله عز وجل لابد من أن يسقط ، فالإسلام انصياع لأوامر الله ، وهذه الأوامر واقعية ، والذي خلق النفس الإنسانية أدرى بها ، قال لك غض بصرك ، فإذا أردت أن تهتدي بهدي آخر ، وبتشريع آخر ،و بنصيحة إنسان فاسق ، انظر إلى الجمال وسبّح الخالق ، وهذا كلام شيطاني أما الرحمن فيقول :

(سورة النور)
ادفع الثمن ، افعل ما شئت ، قال الله تعالى :

(سورة فُصلّت)
من باب التهديد ، افعل ماشئت ، الإسلام انقياد ، الفسق خروج والإسلام تسبقه قناعة فكرية ، اعتقاد صحيح ، والفسق يسبقه اعتقاد فاسد ولماذا كان درس العقيدة لأن الاعتقاد الصحيح يؤدي إلى الإسلام ، والاعتقاد الفاسد يؤدي إلى الفسق ، وإن الإنسان إذ اعتقد أنه ليس هناك حساب دقيق يوم القيامة ، وإذا اعتقدت بسذاجة أن الحسنة بعشرة أمثالها فإذا فعل تسع سيئات وحسنة فتتعادل فكأنه يفهم القضية وهل هي قضية أرقام وتعادل ، ثلاثة واحد خمسة ستة ، حصل تعادل تسع سيئات أو عشر سيئات وحسنة الحسنة بعشرة صارت عشرة بعشرة تعادل ، الاعتقاد الفاسد يسبب فسقاً ، والاعتقاد الصحيح يسبب الإسلام بالمناسبة الاعتقاد الفاسد يعني كل شيء يأتيك عن طريق السماع ، وأنت ما كلفت نفسك أن تبحث فيه ، فلا دققت ، ولا تحققت ، ولا صدقت ، ولا كذبت ، إنما جاءتك هذه العقائد من إنسان أو من صديق أو من أخ أو من مدّرس أو من خطيب أحياناً تراكمت عندك اعتقادات بعضها صحيح وبعضها غير صحيح ، فلمّا عطلت تفكيرك وما بحثت فيها وما درستها وما قيمتها ومادققت فيها ترسبت في اللاوعي ، إذاً أنت سمعت من شخصين ، أو ثلاثة ، أو أربعة ، أنه مهما فعل الإنسان ذنوباً فالشفاعة موجودة ، لأهل الكبائر من أمتي ، والله عز وجل يوم القيامة يقول للنبي الكريم : " قم واشفع تشفع ودخّل أمتك الجنة وانتهى الأمر"
هذه إذا سمعتها من اثنين أو ثلاثة ومادققت فيها ، وما تحققت ، وما محصت ، وما سألت ، وما درست وقبلتها ، فهذه العقيدة الزائفة هذه تنقلب إلى كسب مال حرام يقول نحن أمة مرحومة ، عندي أولاد ، وهذه العقيدة تحملك على الفسق وعلى النظر إلى النساء ، وعلى انتهاك الحرمات ، ظناً منك أن القضية في النهاية محسومة مادام لي انتماء لهذه الأمة ولهذا النبي فأنا سوف يشفع لي النبي ، وتأخذ الحديث على ظاهره دون أن تفهم حقيقته وبراعته ومؤداه ، شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وتكون عندئذ الطامة الكبرى فالذي يأتي إليك من دون دراسة و بحث و تفكير وتدقيق بل تسمعه من الناس وتعطل فكرك بمقابله هذه العقيدة الفاسدة وقد يكون فيها متناقضات وقد سمعت مرة أن شخصاً يعلم تلاميذه ، قال له سيدي أنا اشتريت حليباً وأبيع ، وما استفتحت فلما خلطته بالماء استفتحت وبعت ، قال له صح ياولدي هؤلاء الناس كلهم مالهم حرام ، صح ياولدي خرب بيته ، هذا جاهل ، المال مال حرام ، يعني لما بعت شيئاً مغشوشاً كسبت مالاً حراماً فكيف عللت أن الناس مالهم حرام ، فإذا لم تغش لا يشترون منك ماهذا الكلام هذا كلام فاسد ، وهو خلاف الدين :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةٍ مِنْ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلا فَقَالَ يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ مَا هَذَا قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ ثُمَّ قَالَ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا "
الحديث :من غش ، وليس من غشنا ، لو غششت مجوسياً ، أو ملحداً ، أو كافراً ، أو مشركاً ، فليس منا ، من غش حيواناً ليس منا .
الآن انتقلنا .... العقيدة الصحيحة تفضي إلى الإسلام ، والعقيدة الفاسدة تؤدي إلى الفسق ، و بعد الإسلام هناك وجهة إلى الله هي الإيمان ، وبعد الفسق يوجد إعراض عن الله عز وجل وهو الكفر ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ، ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ، ولا ينفقون إلا وهم كارهون ، كافر يصلي معناها له معاصٍ ، وله إنحرافات ، وهو مقطوع عن الله عز وجل ، ومادام فاسقاً فمقطوع ، ومادام مقطوعاً فمعرض ، معرض فاسق ، أبداً هذا هو مفهوم الكفر ، والإعراض عن الله عز وجل بسبب المعصية ، معصية ، انقطاع ، وإعراض ، وكفر ، فالفسق مظهر سلوكي للكفر ، والكفر مظهر نفسي للفسق ، فشيئان مثل العملة لها وجهان ، الوجه الأول فسق والثاني كفر ، والمعصية تسبب الكفر والطاعة تسبب الإيمان ،و الإيمان إقبال ، والكفر إعراض ، والإسلام انقياد ، والفسق معصية ،و الإسلام يحتاج إلى عقيدة صحيحة ، والفسق يبنى علىعقيدة فاسدة ، والآن الإيمان يزيد وينقص :

(سورة الكهف)

وهناك :

(سورة النساء)
هذه الوجهة إلى الله مادام هناك التزام قائم ، فقد يحصل انقطاع وقد يحصل تقصير ، انقطعت فالإيمان يكره ويتقدم ، يتناقص ويزيد ، وبقدر استقامتك وإخلاصك ، وصدقك وحبك تكون وجهتك، والكفر كذلك .
وهناك نقطة مهمة جداً ، وهي أن الفسق نسبي أما الإسلام فقطعي فكيف يكون الإسلام قطعياً والفسق نسبي ؟ مثلاً مستودع وقود إذا قلت عنه محكم فيعني أنه محكم حالة واحدة ومعنى محكم أي تعبئة ، فلو تركته شهراً أو شهرين أو سنتين لاينقص ولا ميلي إذا أغلقته . وإذا كان هناك خلل في ثقب فالثقب قد يفرغ الوقود بشهر وهناك ثقب يفرغه بأسبوع ، وهناك ثقب يفرغه بساعة واحدة وهناك ثقب يفرغه بخمس دقائق ، أما إذا كان بلا قعر فلا يمتلئ إطلاقاً فالاستقامة قعر إذا كانت تامة يمتلئ ، وما دام يوجد تهريب لايتعبأ شيئ أبداً .
وقد يقول شخص مضى علي في المجالس ثلاثون سنة ولم أستفد شيئاً كله خلط بخلط ، فهو بالأساس ليس له قعر ومهما عبؤوك لم تمتلئ لأنك بلا قعر ،ومادام هناك تهريب أو معاصٍ فمهما سمعت لا يمتلئ شيئ والقضية عند الله ليست بزمن قد يسبق رجل بسنة واحدة رجل داوم ثلاثين سنة فالاستقامة قطعية ولها طريق واحد .

(سورة الأنعام)
طريق الفجور والفسوق متعدد ، أما طريق الإيمان فواحد ، و لدينا قاعدة : إذا وجد شخصان مؤمنان صادقان مخلصان فلابد من أن يلتقيا ولابد من أن يحبا بعضهما بعضاً ؟ لقاء المؤمنين في طريق الإيمان حتمي قطعاً قولاً واحداً ، لا يمكن لمؤمن أن يعادي مؤمناً:

(سورة الأنفال)
هذا العداء بين بعض المسليمن هو عداء له تفسير ، إما أنهم جميعاً منحرفون فعداء مصالح ، ولماذا نسمع فلاناً يعيب فلاناً لأنه هناك عداوة صنعة فماعنده ضوء وجهة إلى الله عز وجل فإذا كثر زبُن هذا يغار منه الثاني ويغتابه ويتهمه بعقيدت ، إذاً انعدم الإيمان وحل الحسد والبغضاء والضغينة ، أما إذا كان الإيمان صحيحاً ، ووجد لقاء ، و محبة ، و مودة " لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ".
هذا الشيء الذي ألح عليه في العقيدة مهم جداً ، ترون معي أن العقيدة الصحيحة لابد أن تنتهي بصاحبها إلى أن يكون مسلماً حقاً - وإذا كنت مسلماً حقاً فلابد من أن تكون في المستقبل مؤمناً حقاً . فإذا كنت مؤمناً حقاً فلابد من أن تنتقل إلى التقوى وإذا كنت متقياً فلابد من أن تكون محسناً وإذا كنت محسناً فلابد من أن تدخل الجنة .
عقيدة صحيحة = وإسلام صحيح - وإيمان صحيح - وتقوى - وإحسان - وجنة عرضها السموات والأرض .
عقيدة زائغة = يبنى عليها الفسق والفجور .
وإن قال أحدهم : إن القضية ليست بالعمل قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لا وَلا أَنَا إلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ "
حديث عظيم ولكن أحياناً يساء فهمه ويوجه توجيهاً خاطئاً حديث صحيح رواه البخاري ، إلا أن بعض الناس يسيؤون فهم هذا الحديث ، فيفهمون من هذا أن الجنة ليست بالعمل .
أنا أضرب مثلاً دوماً : إذا أب وعد ابنه بدراجة ثمينة إذا نجح فهذا الابن إذا خرج من المدرسة آخر يوم ومعه جلاء النجاح ، فإذا توجه إلى بائع الدراجات وأعطاه الجلاء فهل يعطيه بائع الدراجات دراجة إذ قال له هكذا قال لي أبي نجحت وأعطني دراجة فيقول له اذهب وأعطني ثمن الدراجة ، إلا أن يدفع الأب ثمنها ، وإلا أن يتغمدني الله برحمته .
الجنة بفضل الله ولكن هذا الفضل مبني على عمل الإنسان ، هناك تكامل ولا يوجد تعارض : "إدخلوا الجنة برحمتي وإقتسموها بأعمالكم"
الأب لا يدفع ثمن هذه الدراجة إذا كان الابن راسباً ، وإذا نجح فلا يأخذ هذه الدراجة إلا إذا دفع الأب ثمنها ، ليس هناك تناقض بل هناك تكامل .

(سورة النحل)

(سورة الحِجر)

(سورة الأعراف)
إذاً الابن جاء بالجلاء وهو ناجح فلايستطيع أن يأخذ الدراجة حتى يدفع الأب ثمنها فالجنة بالعمل ، وبرحمة الله سبحانه وتعالى ، شرطان لازمان لا يغني أحدهما عن الآخر .
هذا هو التوفيق بين القرآن الكريم والحديث الشريف ويحتاج هذا التوفيق إلى علم عميق أما على ظاهر الحديث فقد ألغى العمل " فلا تغلب نفسك القضية ليست بالعمل نحن أمة محمد المرحومة " فيعمل الفسق والفجور ويأكل الحرام ويسهر مع نساء أجنبيات لايحللن له ،ويسافر ويسبح على سواحل البحار بأماكن موبوءة ، وشوارع منحطة في بعض الدول الأجنبية فيقول أطلع اطلاعاً فقط ، فالقضية عنده ليست بالعمل بل بالأمل :

(سورة النساء)
آية واضحة كالشمس : " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ " فهناك سلسلة : عقيدة صحيحة - وإسلام صحيح - وإيمان صحيح ، أو عقيدة فاسدة - وفسق - وكفر .
الآن : بعد الإيمان : الإيمان وجهه إلى الله بصحبة رسول الله وبصحبة نائب رسول الله ومن ينوب عنه في تبليغ الناس الحق .

(سورة التوبة)

(سورة الكهف)
التقِ مع إنسان ليس له مجلس علم فإنه يحلل بعض المعاصي يتهاون في بعض العبادات، ويفتي لنفسه يتساهل بأشياء لابد من الأخذ منها بعزم ، ويتشدد بأشياء لا قيمة لها لأنه ضائع .
التقوى : أن تنتقل من مرتبة الذوق إلى مرتبة الرؤية ، وأن تنظر بنور الله وأن تنطق بتوفيقه وفي القرآن الكريم مئتا آية تتحدث عن التقوى ، التقوى: نور يقذفه الله في القلب :

(سورة الأنفال)

(سورة الحديد)
التقوى بشكل مبسط : أن يقود سيارته في الليل ، مصابيح متألقة " غاز " بنجكتور الطريق واضح ، أما إذا انطفأ هذا الضوء فجأة والظلام دامس والمنعطفات كثيرة وعلى جوانب الطريق وديان سحيقة فالحادث حتمي . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْللأ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأَنِ أَوْ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ "

(سورة الحج)
و بعد التقوى لايوجد معصية ، حينما ترى حشرة مؤذية تدعو إلى الاشمئزاز فوق صحن الطعام فإنك لاتأكله أبداً ، أما إن لم ترَ فإنك تأكل ، وإذا رأيت لن تعصي الله أبداً ، ما ضر عثمان مافعله بعد اليوم ، اعملوا أهل بدرٍ فإنه مغفور لكم ، انتهى ... قد بلغوا التقوى أي أصبحوا يرون الحقيقة :

(سورة الأنعام)

(سورة النجم)

(سورة النجم)
إذا بلغت مرتبة التقوى والله الذي لاإله إلا هو لو ملكوّكَ الأرض بأكملها ، " دقق " كل الشركات الضخمة في العالم مُلكٌ لك ، وكل الأساطيل البحرية والجوية والبرية ملك لك وكل البنوك والفنادق وكل أسواق الذهب وكل الأرصدة ملكك وفقدت التقوى فأنت أكبر خاسر .
وإذا بلغت التقوى ورأيت الحق حقاً والباطل باطلاً ، رأيت كل شيء فملكوت السموات والأرض ، والله في كل مكان ، و حقيقة الدنيا ، وحقيقة ما قبل الدنيا وما بعد الدنيا ،و رأيت الأبدية عندئذ تعرف أن المؤمن أسعد إنسان على وجه الأرض .
الناس نيام في ساعة الموت ، إنها ساعة رهيبة جداً ، ساعة يعلم الإنسان فيها أنه في جنة يدوم نعيمها أو في نار لا ينفذ عذابها .
التقوى أن ترى الحقيقة ، وأن تملك رؤية صحيحة ، لذلك فمن الصعب على التقي أن يغلط لا لأنه معصوم : الأنبياء معصومون وكيف ذلك ، يتصور الإنسان معنى خاطئاً وهو أن الله عز وجل منعهم من المعصية ، ويقول يارب امنعني من المعصية فما دامت القضية بيدك امنع الناس من المعصية ، وأرحهم وأغلق جهنم ، ليست هذه هي العصمة .
العصمة : الأنبياء في إقبال إلى الله مستمر وهذا الاتصال المستمر في استنارة مستمرة ، ومادام هناك استنارة مستمرة فلن يقع الإنسان في أية معصية .
إذاً : المعصية لها معنى دقيق جداً فأنت بحكم فطرتك لن تقبل الأذى لنفسك ، مثلاً : رجل يقود سيارة يملكها وهو دافع ثمنها ، فإذا وجد حفرة فهل ينزل فيها وإذا نزل فيها يلزمه مال وفير للتصليح فإنه من المستحيل أن ينزل باختياره .
لا يوجد إنسان على وجه الأرض يملك سيارة وهو دافع ثمنها والضوء شديد والحفرة واضحة فهل ينزل فيها باختياره ، فمن أين جاءت عصمة الأنبياء . من اتصالهم الدائم بالله عز وجل " نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولاتنام قلوبنا "
اتصال دائم ، واستنارة دائمة ، وصحوة دائمة ، ويقظة دائمة ، وحفظ ، فمن أين تأتي المعصية ؟ من ساعة غفلة ، فالعوام لهم دعوة أحبها ، يقولون : " الله يجيرنا من ساعة الغفلة ".
فقد يتصور أحدهم أنه فجأة يقع معه حادث ولكن ليس هذا هو القصد والقصد هو ساعة الغفلة عن الله لأن هذه الساعة التي نحن فيها غافلون لابد لنا من أن نخطئ ، فقد يطلّق إنسان زوجته في ساعة غفلة ، وقد يزني في ساعة غفلة ، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لأن المؤمن متصل فإذا انقطع عن الله فإنه يزني ، ولا يكذب الإنسان في ساعة غفلة ، إذاً هذه هي الرؤية ، لذلك :

(سورة البقرة)
معنى ذلك أن التقوى غير الإيمان - فالإيمان مرتبة :

(سورة المنافقون)
معنى الإيمان ، إذا قال لك أحدهم إني رجل مؤمن - تقول له الله يثبتك الكلام صحيح ، أنا مؤمن ، إن الإيمان معرض للكفر .
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا "
أما إذا بلغ مرتبة التقوى ، " اعملوا أهل بدرٍ فإنه مغفور لكم " ، ما ضر عثمان مافعله بعد اليوم ... هذه التقوى : " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " ، عقيدة صحيحة - إسلام صحيح - إيمان - تقوى ، إذا نظرت بنور الله ماذا ترى ..؟.. ترى أن الدنيا خُلقت فيها من أجل أن تعمل صالحاً يسعدك في الأبد ، كيف يكون لك مقعد صدق عند مليك مقتدر ..؟.. كيف تستطيع أن تنظر إلى وجه الله في الأخرة ..؟.. بوجه أبيض أساسه العمل الصالح ..؟..
فمرتبة الإحسان تأتي بعد التقوى - فهي النتيجة الحتمية للتقوى رأيت الحق حقا والباطل باطلاً رأيت حقيقة الدنيا فجعلت الإحسان إلى الخلق ديدنك لأنك علمت حقيقة الدنيا .
و يقابل الكفر العمى - فالتقوى بعد الإيمان ، والعمى بعد الكفر ، فبعد أن كفر أعرض - وأعرض لأنه فسق - وفسق لأنه اعتقد اعتقاداً فاسداً ، إذاً فسق - ثم كفر - ثم أصيب بالعمى فلما أصيب بالعمى فشهواته أصبحت يقظة يريد أن يأكل وأن يسكن في البيوت ويتنعم وحده فحينما كان أعمى أخذ ماله وما ليس له فوقع بالإساءة .
الإساءة قبلها يوجد عمى ، والعمى قبله يوجد كفر ، والكفر قبله بوجد فسق ، والفسق قبله يوجد عقيدة فاسدة .
عقيدة صحيحة - إسلام - إيمان - رؤية - إحسان .
1- الإحسان يقابله - إساءة فالكافر سيء كيفما تحرك - وكيفما تكلم ، إن لم يكن مسيئاً شعر أن هذا اليوم غير طبيعي وذلك من بعده عن الله فيجب أن يؤكد ذاته بالأذى ليثبت أنه موجود وأستطيع أن أوذي لذلك : " إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أستعملك "
ما نوع عملك ؟ أهذا العمل مبني على خدمة الناس أم إيقاع الأذى بهم ؟ فهذه المصطلحات ضرورية .
الكفر - إعراض - قد يحضر الرجل مجالس مدة سنوات طويلة فغلبته نفسه فوقع في معصية وهذه المعصية قادته إلى الكفر .
و معنى الكفر - البعد عن الله عز وجل - وفي آخر الزمان نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات فالعنوهن لأنهن ملعونات ، الكفر - لعن - لعنهن الله أي أبعدهن الله عنه لفسقهن وفجورهن .
والإحسان مبني على الرؤيا ، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الإِيمَانُ قَالَ الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الإِسْلامُ قَالَ الإِسْلامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "
والإحسان أساسه التقوى ، والتقوى أساسها الإيمان ، والإيمان أساسه الإسلام ، وأساس كل شيئ العقيدة الصحيحة .
والآن ماالنفاق ؟ هناك مصطلحات جانبية أما أولئك فأساسيات ، خطان متوازيان ، عقيدة صحيحة - فاسدة ، إسلام - فسق ، إيمان - كفر ، رؤية وتقوى - عمى - إحسان ، إساءة ، جنة - نار ، النفاق : باطنه كفر وظاهره إسلام .
مثلاً : إنسان كافر وجد في بيئته مسلمة فمن أجل تحقيق مصالحه يتزيى بزي المسلمين ، يحج معهم ليقال عنه الحاج فلان ، لينصب على الناس بأموالهم ، يصلي رياءاً ، ويصوم رياءاً ، فالنفاق : حالة من كفر : إن المنافقين هم الكافرون :
ويوجد كفر مغلف بغلاف إسلامي وسببه رجل كافر موجود ببلد مسلم ، ففي بعض البلاد الإسلامية الصلاة إجبارية فيقوم و يصلي بالعصا " لكي لا يضرب " ، إذاً هو يكره الصلاة ولكن إذا لم يصل يضرب بالعصا و هذا هو النفاق ويخرج من هذه البلاد إلى أوروبه - فله سهرات حمراء لا يعلمها إلا الله ... هذا النفاق ، المظهر إسلامي ، والمخبر كفر ، ازدواجيته : موقف حقيقي :
(سورة البقرة)
" وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا " والله مثل الدين لا يوجد وأنا أرى منامات جلدة ، أحدهم يقول لي في أسناني سمسمة نكشتها فأكلتها هل تُفطر ؟ ما هذا الورع ؟ ويكون له خمسون معصية " وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ " ، فالنفاق حالة كفر مغلفة بغلاف ديني بسبب وجود كافر في بيئة يطبّق الإسلام فيها بالقهر لذلك قال الله تعالى :

(سورة البقرة)
وقد جاء مسلم من الحجاز إلى الشام وصلّى في جامع وجذب نظره ظاهرة لم نلتفت إليها إطلاقاً قال : الدليل أن كل هؤلاء المصلين يصلون باختيارهم أنه في أثناء الصلاة كان هناك بائع يبيع ويصيح على بضاعته في أثناء الصلاة إذاً كل هؤلاء الذين هم في المسجد قد دخلوا باختيار وطواعية ، وهذه المظاهر نحن قد لا ننتبه إليها : فالنفاق أن يكون الإنسان كافراً في بلد يطبق فيه الدين قهراً فإما أن يطبق الدين خوفاً أو طمعاً وإما تغريه مصالحه فيطبق بعض مظاهر الدين - أو تخيفه العقوبات الرادعة فيلتزم خوفاً من أن يقع العقاب به هذا المنافق ألا إن المنافقين هم الكافرون ، بل :

(سورة النساء)
لماذا ؟ إذا ترك طالب المدرسة نهائياً وآخر داوم حتى البكالوريا فأصبح ينجح بأساليب ملتوية بالغش ولا يدرس إطلاقاً فكل أصدقائه أطباء و مهندسون أما هو فلا شيء فهذا آلمه أشد من الذي ترك المدرسة نهائياً " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ " من هو الفاجر؟ الفاجر : هو فاسق يتباهى بفسقه ، والذي يفطر في رمضان في الطريق هذا ليس فاسقاً ولكنه فاجر ، يقول لك البارحة فعلت كذا وكذا ، فهو فاجر ، فالفاجر هو الذي يعلن معصيته أي يفتخر بمعصيته ولذلك فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : " لا غيبة للفاجر "
أنت تغتابه وهو يفضح نفسه و القاعدة : " إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا " أما إذا إفتخر بالمعصية وأصبح فاجراً فلاغيبة له بل بالعكس اذكره ليعرف الناس : " اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس " والمُلحد : غير الكافر : الله عز وجل قال عن الشيطان :

(سورة الكهف)
ومعنى ذلك أن الشيطان فسق عن أمر ربه ، وقال عنه كافر ، وقال الله في كتابه :

(سورة ص)
إذاً هذا الشيطان آمن بوجود الله وبعزته ومع ذلك هو عند الله كافر بل أكفر الكفار وعند الله فاسق إذاً الإلحاد هو : إنكار وجود الله عز وجل .
والكفر إعراض ، أما الإلحاد فإنكار ، وقد يكون الطالب وراء مقعده والأستاذ أمامه ملء سمعه وبصره وهولا ينتبه إليه ولا يقبض كلامه ويتلهى عنه هذا طالب يكفر بأستاذه مع أن أستاذه أمامه يراه بعينه ويسمع صوته ويرى صورته فالكفر إعراض .
أما الإلحاد : فإنكار ، وهناك إنكار للذات ، وإنكار للصفات،و إذا قال لك أحدهم أين رحمة الله ، فهناك مجاعات بإفريقيا ، فهذا ينكر رحمة الله ومن أنكرها فهو ملحد بأسمائه ، ومن أنكر حكمته ، "وقال الله يعطي الحلاوة للذي ليس له أضراس " كلمة خطيرة وبهذه الكلمة يشك بحكمة الله عز وجل ، فإنكارالحكمة ، وإنكار الرحمة ، وإنكارالعدل ، وإنكارالعلم ، كله إلحاد بالأسماء كأن تقول إنه لايعلم .
" علم ماكان وعلم مايكون وعلم ماسوف يكون وعلم مالم يكن لوكان كيف كان يكون " إلحاد بالأسماء أن تقول لا يعلم أو لا يرحم ، أوليس هناك حكمة ، وليس هناك عدل ، قبضته إلى الجنة ولا أبالي ، وقبضته إلى النار ولا أبالي ، لا على التعيين أوقف الطلاب في الباحة إلى اليمين ناجحون ، وإلى اليسار راسبون ، أيجب لهم فحص ؟ وذلك إنكار لحكمة الله عزّ وجل ، الحديث له تفسير آخر أما هذا المعنى الذي يأخذه الناس على ظاهره ويعدّون بأنه لا يوجد قاعدة ، فالإلحاد بذاته أن يُنكر وجوده ، والإلحاد بصفاته أن تُنكر أسماءه ، ورحمته .. وعدالته .. وهكذا .
إذاً : هناك إلحاد ، وفجور ، ونفاق ، وهذه المصطلحات جانبية أما الأساسية فقد عرفناها من قبل بدءاً من العقيدة الصحيحة والفاسدة ، الإسلام ، فالفسوق ، الإيمان فالكفر ، التقوى فالعمى ، الإحسان فالإساءة الجنة ... فالنار . وكيف أن الإسلام قطعي والفسق نسبي ، وكيف أن الكفر إعراض عن الله وليس إنكاراً لوجود الله ، وكيف أن النفاق موقف مزدوج باطنه فيه كفر وظاهره فيه إسلام ، وكيف أن الإلحاد بالأسماء أو الصفات .
هذه المصطلحات جزء أساسي من عقيدة المسلم :

(سورة الحجرات)
ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ، أي أن هذا المؤمن الإيمان الشكلي يدعي أنه مؤمن ويتوهم أنه مؤمن عليه أن يؤمن إيماناً حقيقياً ، " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ " ، مرتبة أعلى ، اتقى ، والتقوى درجات :

(سورة آل عمران)
ثم الإحسان ثم الجنة .
إن شاء الله هذا آخر درس في المقدمات ، وفي الدرس القادم ندخل في صلب موضوعات العقيدة وهي الحديث في الإلهيات ، والإيمان بوجوده ، وأسماء الذات وأسماء الصفات وأسماء الأفعال ، الأسماء الحسنى اسماً اسماً ، وحالةً حالةً نأخذه في الدرس القادم .
و بعد أن عرفنا : لماذا خلقنا ؟ و لماذا نحن على هذه الأرض ؟ ، وماذا بعد هذه الأرض وقبلها ؟ عرفنا الإنسان ممّ يتألف وما مقومات وجوده ، وعرفنا كيف يفكر ، وكيف يدرك ، وكيف يعتقد اعتقاداً صحيحاً ، وماهي مسالك العقيدة الصحيحة ؟ واليقين الإخباري ، واليقين الحسي ، والاستدلالي ، و الإشراقي ، وهذا كله درسناه ، والذي أتمناه عليكم أن ترجعوا إن كنتم كتبتم شيئاً أن تتذاكروا في هذه الموضوعات ، وسنبدأ في الدرس القادم إن شاء الله بالإلهيات .


والحمد لله رب العالمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://m-zedan.yoo7.com/
 
عقيدة سليمة عكسها عقيدة خاطئة د محمد راتب النابلسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هندسة الحواسب :: إسلاميات-
انتقل الى: