هندسة الحواسب
أهلن وسهلا بك أخي الزائر
منتديات هندسة الحواسب ترحب بك أجمل ترحيب
انضم إلى فريقنا و دع لإبداعات مكان بيننا
إدارة منتديات هندسة الحواسب
هندسة الحواسب
أهلن وسهلا بك أخي الزائر
منتديات هندسة الحواسب ترحب بك أجمل ترحيب
انضم إلى فريقنا و دع لإبداعات مكان بيننا
إدارة منتديات هندسة الحواسب
هندسة الحواسب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هندسة الحواسب

منتديات هندسة الحواسب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كلمات رائعة
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime14/6/2012, 09:52 من طرف majida

» يا رجائي مشاري العرادة
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime13/27/2012, 19:47 من طرف MohammadZaidan

» نشيد صديقي مشاري العرادة
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime13/27/2012, 19:43 من طرف MohammadZaidan

» رسول الله صلى الله عليه وسلم
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime110/28/2011, 13:08 من طرف Root

» ابتسم تبتسم لك الحياة
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime110/28/2011, 13:03 من طرف Root

» لمين بدك تهدي وردة اليوم
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime110/27/2011, 07:32 من طرف نادر

» كيف يمكنني ان (( اُبرمج ))
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime110/27/2011, 07:29 من طرف نادر

» أدباء منتحرون
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime18/6/2011, 10:43 من طرف MohammadZaidan

»  Oxford Basic English Usage - Michael Swam
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/24/2011, 11:31 من طرف Root

» PHP الدرس الثاني .......كتابة ملفات PHP
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/22/2011, 22:18 من طرف Root

» أخلاق محمد رسول الله
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/20/2011, 10:40 من طرف Root

» قصة جميلة
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/11/2011, 19:08 من طرف MohammadZaidan

» فوائد الاستغفار
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/11/2011, 19:07 من طرف MohammadZaidan

» ما هو الصوت الذي تسمعه الأرض خلال الــ24ساعة
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/8/2011, 11:49 من طرف Mahmod-Haidar

» سر الخد الأيمــــــــــــن
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/7/2011, 14:32 من طرف MohammadZaidan

» مؤلفات العلامة عبدالرحمن حسن حبنكة الميدانى رحمه الله
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/6/2011, 14:45 من طرف MohammadZaidan

» الكمبيوترات الجديدة رام بسرعة 400 ميغا بالثانية
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/6/2011, 11:13 من طرف MohammadZaidan

» Computer Dictionary from Microsoft
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/5/2011, 14:28 من طرف MohammadZaidan

» Oxford Basic English Usage - Michael Swam
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/5/2011, 13:51 من طرف MohammadZaidan

» اللصوصية (Phishing)
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/4/2011, 10:08 من طرف MohammadZaidan

» فيروسات الكمبيوتر
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/4/2011, 10:04 من طرف MohammadZaidan

»  مواطن الضعف في شبكة الإنترنت
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/4/2011, 09:59 من طرف MohammadZaidan

» الحاسوب الشخصي ومتطلبات امن المعلومات
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/4/2011, 09:55 من طرف MohammadZaidan

» ناس ماتوا..ولم تمت ذنوبهم
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/4/2011, 07:06 من طرف majida

» ما هو امن المعلومات؟ بوجه اخر
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime17/3/2011, 10:49 من طرف Mahmod-Haidar


 

 حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MohammadZaidan
فريق هندسة الحواسب
فريق هندسة الحواسب
MohammadZaidan


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 829

حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Empty
مُساهمةموضوع: حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل    حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل  Icon_minitime110/7/2010, 22:57

حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل ـــ د.نجمان ياسين1

على الرغم من أن شخصية حكيم بن حزام، تتوفر على الكثير من الجوانب المثيرة للاهتمام في مجال البحث التاريخي، فإن الباحثين لم يخصصوا بحثاً أو دراسة عن هذا التاجر القرشي المجدود والصحابي المسلم الجليل الذي عاش طويلاً وحفلت حياته بالتجارب والخبرات ذات العبرة، وقد آلينا على نفسنا أن نضيء في هذا البحث شخصية حكيم بن حزام في محاولة لتكوين رؤية سليمة ودقيقة عنه.‏

لنا أن نبدأ فنتساءل: من هو حكيم بن حزام؟‏

هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي -1- وأمه فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، وعمته خديجة بنت خويلد -2- وثمة تأكيد أن ولادته كانت في الكعبة إذ دخلتها أمه مع نسوة من قريش، وهي حامل به، فضربها المخاض في الكعبة فأتيت بنطع حيث ولدته -3- وهناك من يرى أنه ولد قبل عام الفيل باثنتي عشرة سنة -4- بيد أن حكيماً نفسه يقول: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة، وشهدت الفجار وأنا ابن ثلاث وثلاثين سنة -5- وتذهب أغلب الروايات إلى أن وفاة حكيم بن حزام كانت عام 54 للهجرة في خلافة معاوية -6- ويلاحظ أن هذا العمر الطويل الذي عاشه حكيم بن حزام قد تحدد في مائة وعشرين سنة -7- وهذا يعني أن حياته كانت حافلة إذ عاش في الجاهلية وعصر الرسالة والراشدين وشطراً من العصر الأموي، وهذا ما سنراه في السطور الآتية...‏

كان حكيم بن حزام من سادات قريش ووجوهها في الجاهلية، والإسلام فيما بعد -8- ويتضح أنه تمتع باحترام شديد بين بني قومه إذ يرد أنه لم يدخل دار الندوة أحد من قريش للمشورة حتى يبلغ أربعين سنة، إلا حكيم بن حزام، فإنه دخلها وهو ابن خمس عشرة سنة - ويظهر أنه كان من أبرز فتيان قريش بدلالة أن قريشاً أعطت هوازن حين اصطلحوا بعكاظ - في حرب الفجار- أربعين رجلاً من فتيان قريش، وكان حكيم ابن حزام أحد الرهن، فلما رأت هوازن رهنهم في أيديهم، رغبوا في العفو، فأطلقوا الرهن -10-كما عرف عنه سخاؤه وكرمه وشعوره بالتضامن مع بني قومه وعشيرته إذ يقول:‏

"كنت أعالج البر في الجاهلية، وكنت رجلاً تاجراً أخرج إلى اليمن وإلى الشام في الرحلتين، فكنت أربح أرباحاً كثيرة، فأعود إلى فقراء قومي، ونحن لا نعبد شيئاً، نريد بذلك ثراء الأموال والمحبة في العشيرة -11- ويبدو أنه كان يتميز بخبرة تجارية وبمهارة تقترن بالحظ، فهو يقرر:‏

".. كنت رجلاً مجدوداً في التجارة، ما بعت شيئاً قط إلا ربحت فيه، ولقد كانت قريش تبعث بالأموال وأبعث بمالي، فلربما دعاني بعضهم أن يخالطني بنفقته يريد بذلك الجد في مالي، وذلك أني كنت كل ما ربحت تحنثت به أو بعامته، أريد بذلك ثراء المال والمحبة في العشيرة -12- وبلغ من كرمه وحسه بالترابط أنه كان لا يأكل طعاماً وحده، وأنه كان يحنو على أيتام قريش ويشاركهم طعامه يومياً -13- وهنالك أكثر من إشارة أخرى إلى سخائه وكرمه وبذله للمال فقد قدم من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة، فدخلت عليه عمته خديجة فهي يومئذ عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال لها: اختاري يا عمة، أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك فاختارت زيداً فأخذته، فرآه رسول اللَّه -ص- عندها فأستوهبه منها، فوهبته له، فأعتقه وتبناه، وذلك قبل أن يدعى إليه.. -14- كما أنه سعى وهو مشرك إلى التقرب من النبي -ص- في الحديبية عن طريق إهدائه النبي -ص- حلة ذي يزن، إلا أن الرسول -ص- رفض هديته قائلاً: "إني لا أقبل هدية مشرك، فباعها حكيم وأمر رسول اللَّه -ص- من اشتراها له، فلبسها رسول اللَّه ثم أهداها لأسامة بن زيد بن حارثة -15- وهذا التصرف من حكيم بن حزام ينم عن فهم لطبيعة الأمور بعد الحديبية، ويشير إلى وعيه بما سيؤول إليه الصراع بين المسلمين وقريش، وهو تصرف يتسق ويتناغم وينسجم مع الضمير الحي اليقظ عنده والذي يجد تكاملاً في شعوره القوي بالتضامن القبلي والعشائري ورغبته في رفع الأذى عن المظلومين، مع ملاحظة أنه "كان شديد المحبة لرسول اللَّه -ص- "16" وهو أمر نجد تطبيقاً ميدانياً له في تصرف حكيم بن حزام بشأن مقاطعة مشركي قريش للنبي -ص- ولبني هاشم اجتماعياً واقتصادياً، إذ كان يخرق بطريقته الخاصة هذا الحصار، فقد جاء: أن حكيم بن حزام خرج يوماً ومعه إنسان يحمل طعاماً إلى عمته خديجة ابنة خويلد، وهي تحت رسول اللّه -ص- ومعه في الشعب.‏

-17-وورد "أن مشركي قريش" لما حصروا بني هاشم في الشعب، كان حكيم بن حزام تأتيه العير تحمل الحنطة من الشام، فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم، فيأخذون ما عليها من الحنطة -18- ويبرز موقفه المتعقل والمتوازن في معركة بدر إذ حاول أن يحقن الدماء وسعى إلى أن ترجع قريش إلى مكة قبل المعركة، ونجح في إقناع عتبة بن ربيعة إلا أن أبا جهل أجهض هذه المحاولة، واتّهم حكيماً ومن وقف في صفه بالتخاذل والضعف وأجبره على الدخول في المعركة معه -19- وكاد حكيم بن حزام يؤسر أو يقتل في بدر إلا أنه هرب على فرس يقال له الوجيه -20- ويقال إن الذي أنقذه هما عبد الرحمن بن العوام، وعبيد اللَّه بن العوام إذ نزلا له عن الجمل الذي كان يحملهما، ويظهر أن هذه الحادثة قد تركت أثراً عميقاً في نفسه، بدلالة أنه كان إذا حلف بعد إسلامه يقول:‏

"لا والذي نجاني ببدر" -21-.‏

لقد كان النبي محمد -ص- يدرك أهمية شخصية حكيم بن حزام، ويعرف فضائله الشخصية ومميزاته، وإذا كان الأمل يحدوه بكسبه إلى صف المسلمين، فقد قال -ص- وهو في طريقه ليلة فتح مكة:‏

".. إن بمكة أربعة نفر من قريش، أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام، فقيل: ومن هم يا رسول اللَّه؟ قال: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو.." -22- وقد كرمه النبي -ص- بعد إسلامه بمنحه حرمة ومنزلة خاصة مع أبي سفيان وبديل بن ورقاء، إذ قال:‏

"من دخل دار حكيم فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار بديل بن ورقاء فهو آمن" -23- لا بل أدرجه ضمن المؤلفة قلوبهم ليكسب شوكتهم ويتعزز الإسلام بهم في حينه إذ أعطاه النبي -ص- مائة ناقة -24- وتتضح بصيرة وحكمة حكيم بن حزام بعد فتح مكة مباشرة في معرفته لطبيعة ما جرى ويجري وتوقعه للخير في المدينة التي ستتألق بحكم كونها مركز الدولة، إذ إنّه أولم وليمة لجميع بني أسد، الأمر الذي يشير إلى أنه كان رأسهم، وسألهم بعد أن فرغوا: كيف تعلمونني؟ قالوا: براً وأصلاً. قال فعزمت عليكم أن يبيت الليلة منكم بمكة أحد. قال: فلما أمسوا شدوا رحلهم ثم توجهوا إلى المدينة حتى حلوا بها.."-25-.‏

وفي المدينة، يبدو أن حكيم بن حزام قد استفاد من الظروف الجديدة لاسيما بعد أن نجمت عن حروب التحرير العربية الإسلامية، ثروات كبيرة إذ وضع خبرته ومهارته لتنمية ثروته وتطوير تجارته، سواء في الاتجار بالعقار والدور أو الشركات، والروايات التي تروى عنه في هذا المجال تضعنا أمام تاجر متبصر نشيط -26- وتؤكد الرواية التي يرويها عبد اللَّه بن الزبير بعد مصرع أبيه، أن همة حكيم بن حزام التجارية لم تفتر على الرغم من تقدم السن، فهو يقصد السوق ويتجر ويبيع ولو بربح درهم واحد، ويتصدق بربحه، كما أن الرواية تشير إلى عونه في قضاء دين الزبير، وكيف أسدى نصيحة ومشورة دقيقة لعبد اللَّه بن الزبير لقضاء الدين الذي لعبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب على الزبير بن العوام، وفعلاً حقق عبد اللَّه فائدة اقتصادية بعد تنفيذه لمشورة حكيم بن حزام ونصحه. -27- والحق أن خبرة حكيم التجارية قد وجدت أرضاً ملائمة لتثمير المال وجني الأرباح في عصر الراشدين، فقد أتجر في صكوك طعام الجار التي جاءت بالحجاز من مصر إذ لما".. قدمت السفن الجار وفيها الطعام صك عمر للناس بذلك الطعام صكوكاً فتبايع التجار الصكوك بينهم قبل أن يقبضوها. وقد سأل الخليفة عمر بن الخطاب -رض- حكيماً عن ربحه فأعلمه أنه ابتاع بمائة ألف درهم وربح عليها مائة ألف، فسأله عمر ثانية: هل باع قبل قبض الطعام فأجابه بنعم، الأمر الذي رفضه عمر وعدّه بيعاً غير صالح وأمر أن يرده حكيم الذي أفصح بأنه لم يعلم بأن بيعه لا يصلح، ولم يستطع أن يرد الطعام لأنه قد صرفه وفرقه، ولكنه تصدق برأس ماله وبربحه معاً -28- أضف أنه أسهم في شركات تجارية وكان لديه عبيد مأذونون للعمل التجاري مما يدل على قوة دور العبيد في التجارة -29- ولعل هذا النشاط هو الذي يفسر إدراجه ضمن كبار التجار في عصر الرسالة والراشدين -30- وليس هذا بغريب على تاجر قدير له خبرة عريضة في معرفة الأسواق وأحوالها وأمور التجارة ويكفي أن نشير إلى أخبار حكيم التي يرويها بنفسه عن علاقته بالأسواق التجارية، لتفيدنا بمعلومات غنية ودقيقة عن أسواق العرب قبل الإسلام ولتقدم لنا مادة جيدة في التاريخ الاقتصادي -31- وبالمقابل لم يقف حكيم بن حزام عند التجارة وجني الأرباح وتثمير المال فحسب، وإنما أسهم وعلى نحو فعال في إسناد الجهاد ودعمه، إذ جاء عنه أنه كان يشتري الظهر والأداة والزاد، لا يجيئه أحد يستحمله في السبيل إلا حمله..، -32- فقد جاءه رجل من اليمن يريد الجهاد وعندما استعان به أخذه معه، وفي الطريق توجس اليمني خوفاً إذ رأى حكيماً كلما مر بصوفة أو خرقة أو شملة نفضها وأخذها فقال يحدث نفسه: واللَّه ما زاد الذي دلني على هذا على أن لعب بي -أي شيء عند هذا من الخير بعدما أرى: قال: فدخل داره فألقى الصوفة مع الصوف، والخرقة مع الخرق والشملة مع الشمل. ويبدو أن دهشة اليمني قد تلاشت بعد أن جهزه الحكيم ببعير ذلول وبجهاز سفر كامل وطعام وبأفضل ما يؤهله للجهاد -33- وثمة رواية أخرى تشير إلى حرصه على دعم المجاهدين إذ ورد: "..غزا المنذر بن الزبير في البحر ومعه ثلاثون رجلاً من بني أسد بن عبد العزى، فقال له حكيم بن حزام: ابن أخي، قد جعلت طائفة من مالي للَّه عز وجل، وإني قد صنعت أمراً ودعوتكم له، فأقسمت عليك لا يرده علي أحد منكم، فقال المنذر: لا ها اللَّه إذا، بل نأخذ ما تعطي، فإن نحتج إليه نستعن به ولا نكره أن يأجرك اللَّه، وإن نستغن عنه نعطه من يأجرنا اللَّه فيه كما أجرك..." -34- وتظهر حنكة حكيم بن حزام وبصيرته وصدق حدسه في موقفه من نظام العطاء وتأثيره في تجارة قريش، ذلك".. أن عمر بن الخطاب لما هم بفرض العطاء شاور المهاجرين فيه، فرأوا ما رأى من ذلك صواباً، ثم شاور الأنصار، فرأوا ما رأى إخوانهم من المهاجرين في ذلك، ثم شاور مسلمة الفتح، فلم يخالفوا رأي المهاجرين والأنصار إلا حكيم بن حزام فإنه قال لعمر بن الخطاب: إن قريشاً أهل تجارة، ومتى فرضت لهم العطاء، خشيت أن يتكلوا عليه فيدعون التجارة، فيأتي بعدك من يحبس عنهم العطاء وقد خرجت منهم التجارة. فكان ذلك كما قال" -35- ولقد أكدت التطورات اللاحقة هيمنة الموالي والعبيد على التجارة -36- ناهيك عما كان يحدثه الحرمان من العطاء، وتأثير ذلك في تجار قريش.‏

وقد امتنع حكيم بن حزام عن أخذ العطاء من أبي بكر وعمر -رض- على الرغم من إلحاحهما عليه في ذلك، ورفض صلة من معاوية أيضاً -37- ويظهر أن هذا الموقف قد تأتى عن روح انضباط عالية، إذ يفسره بنفسه قائلاً: سألت رسول اللَّه -ص- يوم حنين فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال رسول الله صلى اللَّه -ص-: يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاء نفس بورك له فيه، ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى. فقال حكيم، فلا والذي بعثك بالحق، لا أرزأ بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا -38- وفعلاً لم يأخذ عطاء من أي خليفة حتى توفي -39-.‏

لقد تفرد حكيم بن حزام بأخلاق عالية وسمات شخصية، جعلت منه شخصية جذابة، فهذا الرجل الأسمر، لا بل الشديد السمرة، والخفيف اللحم الذي تصفه مصادرنا -40- كان أبيض الفعال، ممتلئاً بالقيم الإيجابية ومكتنزاً للكثير من فضائل عصره، إذ استمر في إسلامه سخياً على نحو يلفت النظر حتى إن الرسول -ص- قال له مقوّماً كرمه وتخَشُّنه وعتقه للعبيد وفعله للخير قبل الإسلام: أسلمت على ما مضى لك -41- وتمتع برجاحة الرأي والعقل التام، فمع أنه كان عالماً بالنسب إلا أنه لم يوظفه للنيل من الآخرين وتقصي عيوبهم إذ ورد" عن عروة بن الزبير قال: لما قتل الزبير يوم الجمل، جعل الناس يلقوننا بما نكره ونسمع منهم الأذى، فقلت لأخي المنذر: انطلق بنا إلى حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش، فنلقى من يشتمنا بما نعرف، فانطلقنا حتى ندخل عليه داره، فذكرنا ذلك له، فقال لغلام له، أغلق باب الدار، ثم قام إلى سوط راحلته، فجعل يضربنا ونلوذ منه، حتى قضى بعض ما يريد، ثم قال: أعندي تلتمسان معايب قريش؟ ابتدعا في قومكما -أي اسكنا واستقرا- يكف عنكما ما تكرهان، فانتفعنا بأدبه -42- ومع أن حكيم بن حزام قد ظل خارج حدود الموقف السياسي القائم على الصراع والانحياز واحتفظ بموقع المترفع عن الخصومات السياسية. إلا أنه كان يتخذ الموقف الأخلاقي الذي يليق به ويفصح عن كبرياء روحه ولذا نجده يسهم بدفن عثمان ابن عفان -رض- بعد اغتياله والصلاة عليه -43- وهو موقف له دلالة بليغة.‏

ويبدو أن هذا الرجل التاجر الذكي والصحابي التقي الذي كان يوازن بين إطلاق الإسلام لحرية العمل وتثمير المال، وبين التصدق والإنفاق والكرم، ظل عظيم الشأن في العصر الأموي بحيث كان مروان بن الحكم في أثناء ولايته على المدينة يخشى إغضابه -44- كما بقي إلى آخر لحظات حياته المديدة ممتلكاً لذاكرة قوية، ولعقل رشيد راجح -45- ولذا يصح القول إن حكيم بن حزام، كان يجسد فضائل عصره الأخلاقية، ويفصح عن خبرة عريقة في الجوانب التجارية والاقتصادية، وأنه قد عبر وبتوازن وحكمة عن بصيرة لا تقف عند مرحلته وإنما تحاول أن تتوقع، وتبصر ما وراء الحجاب، وذلك هو شأن كل رجل عظيم.‏

هوامش البحث:‏

1و2- خليفة بن خياط، الطبقات جـ1، ص31، الذهبي، تاريخ الإسلام. ص 197.‏

3- الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش وأخبارها، جـ1، ص 353، ابن حبيب، المحبر، ص 176.‏

4- المصدر نفسه، جـ1، ص 376.‏

5- البلاذري، أنساب الأشراف، جـ1، ص99، وانظر: ابن قتيبة، المعارف، ص 311.‏

6- خليفة بن خياط، تاريخ، جـ1، ص 211، الطبقات، جـ1، ص 31، البلاذري، المصدر نفسه، جـ1، ص99، ابن قتيبة، المصدر السابق، ص 311.‏

7- البلاذري، المصدر نفسه، المكان نفسه. وانظر: ابن الكلبي: جمهرة النسب، جـ1، ص 232.‏

8- الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش، جـ1، ص 354.‏

9- المصدر نفسه، جـ1، ص 354، ص 376.‏

10- المصدر نفسه جـ1، ص374.‏

11- المصدر نفسه، جـ 1، ص 367.‏

12- المصدر نفسه، جـ1، ص 371.‏

13- المصدر نفسه، جـ1، ص 374.‏

14- ابن هشام، تهذيب سيرة ابن هشام، ص 63 وانظر: البلاذري، أنساب الأشراف، جـ1، ص 467، ص476.‏

15- الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش، جـ1، ص 361.‏

16- ابن كثير، البداية والنهاية، جـ8، ص 68.‏

17- ابن أسحق، كتاب السير والمغازي، ص 161.‏

18- الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش، جـ1، ص 355، وانظر: البلاذري، أنساب الأشراف، جـ1، ص 235.‏

19- الزبير بن بكار، جمهرة، جـ1، ص360.‏

ويلاحظ أن حكيماً كان من المطعمين حيث خرج المشركون إلى بدر، المصدر نفسه، جـ1، ص 373.‏

وانظر: البلاذري، أنساب، جـ1، ص292.‏

الطبري، تاريخ، جـ2، ص441، ص 442.‏

المبرد، الكامل، جـ1، ص 177-178.‏

20- الطبري، المصدر نفسه، جـ2، ص 441.‏

21- المصدر نفسه، المكان نفسه.‏

الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش، جـ1، ص 363.‏

22- الزبير بن بكار، المصدر نفسه، جـ1، ص 362.‏

23- الذهبي، تاريخ، ص 198.‏

24- ابن حبيب، المحبر، ص 474، المنمق، ص 423.‏

25- الزبير بن بكار جمهرة، جـ1، ص375.‏

26- المصدر نفسه، جـ1، ص 354-355، ص 368-369.‏

27- المصدر نفسه، جـ1، ص 364-365.‏

28- ابن عبد الحكم، فتوح مصر وأخبارها، ص 166.‏

29- العلي، صالح أحمد، التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري، ص 271، ص 272.‏

30- ابن عبد البر، الاستيعاب، جـ2، ص 514، 847.‏

31- الزبير بن بكار، جمهرة، جـ1، ص367، ص 368، ص 371.‏

32- المصدر نفسه، جـ1، ص 369.‏

33- المصدر نفسه، جـ1، ص 370.‏

34- ابن قتيبة، عيون الأخبار، م2، جـ2، ص 143.‏

35- المصدر السابق، جـ1، ص 373.‏

36- انظر: ابن شبتة، تاريخ المدينة، جـ2، ص 746، ص747.‏

37- الزبير بن بكار، جمهرة، جـ1 ن ص 366، ص 370.‏

وانظر: البخاري، الألف المختارة من صحيح البخاري، جـ5، ص8.‏

38- الزبير بن بكار، المصدر نفسه، جـ1، ص 366.‏

39- المصدر نفسه، المكان نفسه.‏

40- المصدر نفسه، جـ1، ص 376‏

الذهبي، تاريخ، ص 198.‏

41- الزبير بن بكار، المصدر نفسه، جـ1، ص 356، وص375.‏

وانظر الذهبي، تاريخ، ص 199.‏

42- الزبير بن بكار، المصدر نفسه، جـ1، ص 363.‏

43- البلاذري، جـ5، ص 86.‏

ابن عبد ربه، العقد الفريد، جـ4، ص 286-287.‏

44- الزبير بن بكار، جمهرة، جـ1، ص 359.‏

45- المصدر نفسه، جـ1، ص 372، ص 376.‏

المصادر الأولية والمراجع:‏

المصادر الأولية:‏

1- ابن اسحق، محمد بن اسحق المطلبي (ت 151هـ)‏

- كتاب السير والمغازي، تحقيق: د. سهيل زكار، دار الفكر، ط1، 1978م.‏

2- البخاري، محمد بن اسماعيل (ت 251هـ)‏

- الألف المختارة من صحيح البخاري، اختيار وشرح: عبد السلام محمد هارون، دار المعارف/ مصر 1961.‏

3- البلاذري، أحمد بن يحيى (ت 279هـ)‏

- أنساب الأشراف، تحقيق: محمد حميد اللَّه، جـ1، معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالاشتراك مع دار المعارف بمصر/ القاهرة، بلا تاريخ طبع.‏

- جـ5، تحقيق: جوايتن، مكتبة المثنى ببغداد (أوفست عن طبعة القدس 1963م).‏

4- ابن حبيب، أبو جعفر محمد بن أمية (ت 245هـ)‏

- المحبر، تحقيق: د. إيلزة ليختن شتيتر، دار الآفاق الجديدة، بيروت.‏

- كتاب المنمق في أخبار قريش، تحقيق: خورشيد أحمد فارق، عالم الكتب، ط1، بيروت 1985م.‏

5- خليفة بن خياط (ت 240هـ)‏

- كتاب الطبقات، تحقيق: د. سهيل زكار، جـ1، دمشق 1966.‏

- تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق، أكرم ضياء العمري، 2جـ، ط1، النجف 1967م.‏

6- الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ)‏

- تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات‏

(41- 60هـ)، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، ط1، بيروت 1989.‏

7- الزبير بن بكار (ت 256هـ)‏

- جمهرة نسب قريش وأخبارها، تحقيق: محمود محمد شاكر، جـ1، مكتبة دار العروبة، القاهرة 1381هـ.‏

8- ابن شبته، أبو زيد عمر النميري البصري‏

(ت 262هـ)‏

- كتاب تاريخ المدينة المنورة، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، 4جـ، دار الأصفهاني للطباعة، جدة 1393هـ.‏

9- الطبري، أبو جعفر بن جرير (ت 310هـ)‏

تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم، جـ1، دار المعارف، القاهرة 1961م.‏

10- ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه بن محمد (ت 463هـ)‏

- الاستيعاب في معرفة الأصحاب، مكتبة نهضة مصر، القاهرة، بلا تاريخ طبع.‏

11- ابن عبد الحكيم، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللَّه (ت 42هـ)‏

- فتوح مصر وأخبارها، طبعة ليدن 1920م.‏

12- ابن عبد ربه، أحمد بن عبد ربه الأندلسي (ت 328هـ)‏

- العقد الفريد، تحقيق: "أحمد أمين وزميلاه"، 7جـ، مكتبة النهضة المصرية/ القاهرة، 1962م.‏

13- ابن قتيبة، أبو محمد عبد اللَّه بن مسلم (ت276هـ)‏

- المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، دار الكتب، القاهرة 1960.‏

- عيون الأخبار، 2م في 4 جـ، دار الكتاب العربي/ بيروت (عن طبعة دار الكتب المصرية 1925م).‏

14- ابن الكلبي، هشام بن محمد بن السائب‏

(ت 204هـ)‏

- جمهرة النسب، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، جـ1، الكويت 1982.‏

15- ابن كثير، الحافظ بن كثير الدمشقي‏

(ت 774هـ)‏

- البداية والنهاية، جـ8، مكتبة المعارف، ط2، بيروت 1974.‏

16- المبرد، أبو العباس محمد بن يزيد المبرد‏

(ت 285هـ)‏

- الكامل، تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم وزميله، 4ج، دار نهضة مصر للطبع والنشر، بلا تاريخ طبع.‏

17- ابن هشام، محمد بن عبد الملك (ت 218هـ)‏

- تهذيب سيرة ابن هشام، تهذيب: عبد السلام محمد هارون، المجمع العلمي العربي الإسلامي، بيروت، بلا تاريخ طبع.‏

18- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب (ت 284هـ)‏

- تاريخ اليعقوبي، 2ج، دار صادر، بيروت 1960.‏

المراجع الثانوية:‏

1- العلي، صالح أحمد‏

- التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري، دار الطليعة، ط2، بيروت 1969م.‏

1 - كلية الآداب - جامعة الموصل‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://m-zedan.yoo7.com/
 
حكيم بن حزام دراسة في شخصية تاجر قرشي نبيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هندسة الحواسب :: إسلاميات-
انتقل الى: